Tuesday, August 25, 2009

ياليتني




-----------------

ضيق في النفس ... أحس بالاختناق ... بالموت

هااااااااااااااا

صرخت وأنا أكافح لآخذ بعض الهواء الذي يحيي رئتي ... ولكن لم يقابلني سوى هذا اللهيب الحار ... فيشوي الوجوه ويذيب الجلود

نار محرقة ... لكنها لا تضئ ... هي سوداء كظلمات البحر اللجي ... خانقة كدخان ألف بركان ...

أمد يدي يمنة ويسرة ... علّي أتشبث بمُنقذ ... علّي أجد مخرجاً أو منجى ...

ألمح ضوءاً ... لمع لثانية كانت كافية لتشعرني أنه نجم بزغ في الظلام ... أفِل ثانيةً ... ثم عاد في خفوت كما لو كان يدعوني

أكافح وسط اللهيب ... جلدي يذوب في ألم رهيب ... ليستبدله بجلد يذيقني المزيد ... وصرخاتي تخرج من جوفي وتتلاشى عند فمي المحترق ...

لا زلت أكافح أن أصل للضوء ... أريد أن أراه ... أريد أن أخرج من كابوسي ... أريد ذلك حقاً ...

دموعي تنهمر فتغلي في مقلتيها ... لتسيل على خديَّ حمماً تنهش لحمي المشتعل ...

أنفاسي المتعبة تخرج حارةً ملتهبة ... فترتد في وجهي حاملة معها غباراً أسودا ...

فجأة ... للحظة خرجت ... للحظة وجدت نفسي في ذاك النور .. في ذاك الضياء ... ولمحته هناك ... مصحفي ... قرآني ...

كلا ... لم يكن لي ... لم أكن معه ... لم أكن أعرفه ... كان فقط مجرد ديكور على الرف ... كان فقط مجرد شكل للبيت ...

مددت يدي في وهن ... وأنا أشاهد جلدها الواهي يتساقط في هدوء محترق ...

مددت يدي بشدة ... أريد أن أصل إليه ... أن ألمسه ... أن أبكي على صفحاته ندماً ...

مددت يدي أكثر وأكثر ... علّي ألمس نوره المشع ... علَي أنال من أمانه الواسع ...

لكن ... أحسست بتلك الأيادي تحيطني ... وتسحبني من جديد نحو السواد الحارق ...

صرخت في حسرة ... صرخت في ألم ... صرخت كما لم أصرخ في حياتي الفانية

امتدت يد تطبق على فمي ... تمنعني حتى من الصراخ أو الألم ... ليسكن كل شئ حولي ...

إلا من هذا الصوت المسموع ... ما إن وعيت كلماته حتى ارتعد ما تبقى من أطرافي ... وهو يردد :


" قال ربي ....... ارجعون"


-----------------

photo reference