Friday, May 28, 2010

مصر ... لم تعد حياتي

مصر ... لم تعد حياتي
---------------------

أضحى الجو أكثر ظلمة فيها ... بينما تلبدت سمائها بغيوم مثقلة بهموم شعب كامل ... وكلما ظننا أنها ستمطر، خدعتنا تلك السحابة وظلت رابضة مكانها تصارع نفسها بنفسها

المسألة أصبحت صعبة إن لم تكن مستحيلة .... الراغبون في التغيير لديهم - في الغالب - نية الإصلاح، لكن ليس هناك بصيص من الأمل على إمكانية وصولهم لمناصب تساعدهم على تحقيق ذلك ...

هذه البلد أيها السادة لم تعد لنا ... لم تعد تريدنا ... ولم نعد نحن ابنائها ... بل لم نعد حتى نرقى لدرجة عبيد لديهم بعض الحقوق

هذه البلد طلقتنا ثلاثاً رامية في وجوهنا تراباً من صحرائنا الشرقية ... أخذت منا الرشاوى وأسكنتنا تحت الكباري ومنعتنا من وظائف آدمية أو شقة نبني فيها عش حياتنا لنمارس حقنا الطبيعي في الزواج ...

هذه البلد انتهى تاريخ صلاحيتها منذ سنين عديدة ... حتى تعفنت واحتلتها البكتريا ، التي تعفنت بدورها تاركة بقايا وطن لا ترى فيه إلا علماً ثلاثي الألوان يتوسطه صقر تآكل من كثرة استخدامه في أوراق مصالح حكومية لا تتم، وأغنية "مشربتش من نيلها؟" الذي أضحى دماً مراقا من شعبها أو بكاءاً حاراً من شبابها العاطل على القهاوي

للأسف .... لا أستطيع أن اجد اسم مصر في قلبي حتى أفكر أن أضحي لها ولو بساعة ... لا أستطيع أن أدفع نفسي إلى النظر إلى وجهها فتنظر لي نظرة عطف راجية مني أن أساعدها ... لا أستطيع أن أمد يدي إليها وهي تحتمي بمظلة بوليسية تبرر لها سجني وتعذيبي

ومع كل ذلك ... ربما، لو استطاع أحدهم أن يأخذ خطوة نحو طريق الإصلاح، واحتاج مني ما هو باستطاعتي تقديمه ... فسأحاول دفعه حتما إلى الأمام ...

قد يكون هذا إرضاءاً لضميري، ولأخبر هذه البلد يوما ما، أني حاولت أن أوقفها عن السقوط في الهاوية، لكنها داست فوق رأسي بحذائها رامية نفسها في احضان هذا المستقبل الأسود ... مستقبلٌ لا يعلمه إلا الله


Tuesday, February 16, 2010

مخنوق ؟؟؟ .... عادي ... فرغ الشحنة

مخنوق ؟؟؟ .... عادي ... فرغ الشحنة


الغضب ... حالة نفسية تبعث بالإحباط داخل جنبات نفسك ... بتخليك قرفان من كل اللي حواليك, بما فيهم نفس سعادتك ... بترفع درجة غليان اعصابك لما فوق درجة انصهار التيتانيوم , يعني بركان الجبل الأسود ذات نفسه ميجيش حاجة جنب درجة سخونتك ( على فكرة ... مفيش بركان في الجبل الأسود ....... تقريبا يعني)

خلونا نرجع لجنبات النفس .... ناخد رحلة سريعة كده جواها في حالة الغضب ...

أولا الموقف الرخم الغتيت اللي بيولع في فتيل قنبلة يدوية الصنع عظيمة الانفجار سريعة الاشتعال .... واحد داس على رجلك في الأتوبيس ومعبركش ولو بأسف بسيط ... ولو كنت غني حبتين نقول إن واحد خبط عربيتك الـ 128 اللي انت محافظ عليها من أيام الخديوي إسماعيل .... ولو انت في الشغل المدير معبرش طلباتك أو أكل حقك ...

في الموقف ده .... يبدأ قلبك يجمع "باور" محترم من الغيظ ... ويبعته في دفقة دم مركزة إلى المخ الللي بيخزن كل أحداث الموقف وتبعاته في الداتا بيس بتاعة مخ حضرتك (أيوه مخك إنت ... أكيد مش مخي أنا يا ذكي) ... وتبدأ شحنة من الغل والكراهية يتم تصنيعها في مصنع الزهق والطهق لتبدأ رحلتها إلى منطقة التصدير ...

وزي ماحنا شايفين كده واحنا رايحين على يمينا أهرامات العقل الهطلة ... ودي المنطقة المسئولة عن التصفات الهبلة في خريطة حياتك المبجلة ... على شمالنا بيعيش فايرس "الفول المدمس" ... أظن طبعا واضح ليه المصريين بيعشقوا النوع ده من الأكل ...

لو رفعتوا نظر حضراتكوا فوق شوية ... كمان شوية كده ... هتشوفو طيور الكوكو واوا ... عارف لما بتشوف إعلان فقيع ... أهي العصافير دي هي اللي بتبيض ساعتها في دماغك ... طبعا بالصفار ...

المهم ... وصلنا منطقة التصدير ... شايفين الكونتينر الكبيييييييييييييييييير ده ... الشحنة السابق ذكرها هتخش فيه ... طبعا مع السكة الطويلة دي العك اللي معانا خمر وعفن وبقى حاجة كاكا خالص ... وده المطلوب إثباته ...

دلوقتي الكونتينر هيروح على طول لمترو الأعصاب السريع ... وياخد سكته ... لحد هنا الراوند جوه جسم سعادتك بتخلص ... نطلع بره عشان نبص على الموقف من بعيد شوية ونشوف اللي هيحصل ...

الأخ الفاضل (اللي هوه سعادتك ... واللي تفضلنا باستعراض عملية التخمير جوه جسمك) واقف راسك بتغلي ... وخلاص الشحنة دلوقتي بتوصل لمكان من اتنين لا ثالث لهما ...

إما تروح على إيد ورجل حضرتك ... وبالتالي لتفريغ الشحنة دي فيجب ضربهما بجسم صلب مع عمل احتكاك قوي ... وطبعا مفيش داعي ألمح لسعادتك إن أفضل جسم صلب لاستخدامه هو الأفندي اللي خانقك وواقف قدام معاليك .... في هذه الحالة حضرتك تخلصت من شحنة العفونة في جسمك ... ودي أفضل حاجة صحيا ومش مهم اللي يحصل بعد كده .... وكل محضر وانت طيب ...

أما بقى المكان التاني ... فده الحالة السيئة ... لأنه – بينما الشحنة العفنة إياها في طريقها لإيديك ورجليك – فجسمك بيتفضل شاكرا بإفراز كمية أدرانالين تكفي لإشباع قبيلة ناموس من العطش وذلك بأمر من دماغ حضرتك بناء على مشاعر معينة مخزنة في داتا بيس معاليك عبارة عن كلمات "كبر دماغك" "نفض" "يا عم ده ممكن يأذيني" "أنا خايف" "أنا سلبي" " هي جت عليا" .... وما لا ينتهي منعبارات الانهزام والتأخر والتخلف ...

هنا ... وهنا فقط ... تنكتم كمية العفن والشحنة التفريغية ... فمتلاقيش مكان تروحله غير إنها تتجه رأسا إلى نافوخك ... وهنا يتم التفريغ بطريقة واحدة فقط ... شايف العامود اللي هناك ده ... لا مش ده ... ده ده حديد ... التاني ده ... أيوه ... الرخام اللي هناك ... حضرتك تروح هناك ... وطاااااااااااااااخ ... ترزع دماغك المبجلة هناك لحد ما تجيب دم يوازي في كميته فرع الرشيد مع وجود مراكب من عظام جمجمتك الفاضلة .... وكل كفن وانت طيب ...


طبق من البطيخ



"هي ... أنت ... أيها الفتى الصغير ... أتريد واحدة؟"

انتبهت على صوت هذاالرجل القروي البسيط ... واضعا امامه طبقا تراصت به قطع مرمرية من البطيخ بطريقة تجعله حلوا في العيون ... خصوصا في هذا الجو الحار الذي ينزع الماء من جسدك انتزاعاً

"أتريد واحدة يا فتى؟"

أيقظني كلماته مرة أخرى ... نظرت إليه ... إلى عينيه ... هاتان العينان القويتان الحادتان، واللتان تبدوان كجوهرتين، احاطتهما كمية من التجاعيد المحفورة بشكل يوحي أنها تحافظ عليهما ... بينما اعتلت رأسه تلك العمامة القروية ... وزينت وجهه بسمة محببة تجعلك تظن أنك تنظر لمصر ذاتها

اقتربت في هدوء متنحنا وأنا أردد :
" نعــ ... نعم ... أريد واحدة"

التقط واحدة من الطبق واضعا إياها أمام عيني وهو يردد :
"أتراها يا فتى ... تبدو كما لو كانت قطعة من الثلج الأحمر، على وشك أن يزيل غبار العطش من جوفك الصغير"

اقتربت اكثر وأنا أهز رأسي مبتسما ولعابي يكاد يسيل عليها

" هاك إياها أيها الصغير ... يبدو أنك تتوق لتروى ظمأك"

مددت يدي الرقيقة في تردد بينما هو يتابع :

"الماء الذي يحويه هذا البطيخ سيجعلك مرحا نشيطا ... إنه ماء الحياة ذاته"

أقترب أكثر بكفي من تلك القطعة اللامعة، وأنا أتخيلها تذوب بين شفتي في تلذذ ... ممنيا نفسي بطعم ملائكي

اقتربت أكثر ... مددت يدي ... لمستها بأصابعي .. و ...


فجأة ... أسرع الرجل يلقيها في فمه بسرعة ... ناظرا إليّ وإلى نظراتي المصدومة الغير مصدقة

ثم انفجر ضاحكا بشدة على هذا المقلب الرائع ... ضحك بملئ فيه ضحكا

لم أتمالك نفسي ... انحدرت دمعة من جانب فمي في يأس ... اقشعر جسدي لانطلاء الحيلة عليّ

وذاك القروي لا يزال يضحك ... لا يزال سعيدا ... وكلما رأى دموعي ضحك أكثر وأكثر وأكثر و ...

--------------------

لكنه توقف بغتة ... وجحظت عيناه ... وسعل بشدة

تراجعت في خوف وقلق ... ما الذي حدث

بدأ الرجل يصدر أصواتا غريبة ... ويبدو أنه كان يكافح ليتنفس ... يبدو أن بذرة أو قطعة ما انحشرت في حلقه

بدأ يحشرج ... ويشير إلي بيد مرتعشة لأساعده ... لكني هممت بالهروب خوفا

ومع ذلك لم أفعل ... بل وقفت قليلا... ثم تقدمت نحوه في تردد ... وعيناه محمرتان كالدم ... بينما نفسه يتباطأ ...

كان في نظرته شكر وامتنان لأني لم أتركه ... لأني ربما أساعده ...لأنه ربما يعيش ثانيةً

اقتربت ... وانحنيت عليه

تناولت طبق البطيخ ... وتركت ساقي للريح


------------

شمعة تلعن الظلام





انقطع التيار فجأة ... ليحل ذاك الظلام السرمدي الذي تحس به يطبق على أنفاسك

تنهدت، ثم تحسست طريقي حتى وجدت الدرج ... أخرجت منه شمعة وعلبة ثقاب

أشعلت الشمعة ... لأرى لهبها المحبب أمامي منتشرا



أخذت أتطلع إليه ... بكل اندماج ... لهيب الشمعة المتراقص ذاك

تلك الشمعة المسكينة ... ما إن يشعلوها ... حتى تمدهم بضوء يزيح الظلمات خارج مجالها

حتى تنير لهم طرقا عميت عنها أبصارهم

أو حتى يتسلون بنورها الدافئ في أمسيات عاطفية


لكن ... مع هذه المساعدة والسعادة التي تبثهما ... فإنها تحترق ... تتلاشى ... تموت

يتآكل جسدها في عذاب أليم ... وبكاء مرير ... تحسه من تلك الدموع الشمعية التي تنسال على جانبي جسدها اللامع

ياللمسكينة الذليلة ... يقابل الناس إحسانها بعذابها .. ونورها بقتلها ... ودفئها بإطفائها


ها أنا أرى سويعاتها الأخيرة ... وجسدها قد تساوى بالطبق تحتها ... بينما لهبها يكافح ليجد الحياة

يخبو اللهب ويعلو ... يناضل من أجل حق الضوء ... حق الحياة

يالشجاعته وإخلاصه ... فرغم قرب احتضاره ... لا يزال مصرا على بعث الحياة في ذاك الظلام حوله


ثم .. انطفأ اللهب ... وماتت الشمعة ... وضحك الظلام في صمت



فوبيا الجسور





ازدرد ريقه في صعوبة كمن يبلع ثمرة تين شوكي ... متطلعا في توتر إلى ذلك الجسر الصغير في قلق
هاهو العرق يتصبب منه, وإحدى حباته تجد لها مسلكا بين أخاديد جبينه منزلقة على جانب عينيه بطريقة درامية مصورة

أنفاسه تتسارع, يعلم أن عليه عبور الجسر, فقط ... هذا كل ما في الأمر
لكنه ... خائف ... نعم, إنه يخاف عبور الجسور, يخاف منها كخوف الدجاجة عندما ترى السكين وفحم الشواء فتوقن بأن نهايتها ستكون في معدة أحدهم بعد لحظات

هل هي فوبيا الجسور؟ ... أيوجد أساسا شئ كهذا؟
غمغم في نفسه ... ثم حاول نفض تلك الأفكار, وتوجه نحو الجسر ... ولكن ... توقف من جديد وجسده يرتجف كهاتف محمول وضعت فيه خاصية الاهتزاز على أعلى درجاتها

تخيل هذا الجسر, وهو يبتسم ابتسامة شيطانية, ويتمنى منه أن يقترب ... ثم فجأة, يتحول إلى وحش ذي أنياب بارزة, ويخرج من مكانه كثعبان ينقض على فريسته ليلتف حوله ويسحبه معه إلى أعماق تلك البركة الراكدة تحته

أمسك رأسه في عنف, أغلق عينيه في توتر, وهو يتخيل نفسه هناك يتخبط بين الظلام اللزج ... لكنه هز رأسه أكثر ناثرا الأفكار, وأخذ يتطلع إلى الجسر من جديد

ثم ... اقترب أكثر, وأكثر, وأكثر, حتى توقف أمامه تماما
حاول التركيز بشدة, وأخذ يدندن بذلك اللحن الذي يحفظه منذ الصغر ... أغلق عينيه و .... وضع قدمه على أول لوح خشبي

فتح عينيه, لم يصدق نفسه, كاد يرقص فرحاً, ضحك بشدة غير مصدق لانتصاره, لم تسعه الدنيا فرحا و ....

صوت من خلفه :
بقولك إيه يا كابتن ... احنا هنقضيها طول النهار هنا ولا إيه ؟؟؟

انتبه فجأة, أنه لا يزال بالفعل على أول لوح ... فالتفت في هدوء إلى محدثه وهو يرد :
هانت أهي ... فاضل 320 لوح ونوصل بالسلامة يا ريس !ه



ياله من حظ







يدور يدور يدور .... يا إلهي ... هذا الرجل يشبه الدبور الذي نلعب به في الحارة .. وبنفس سرعته

ومض هذا الخاطر في ذاكرتي الصغيرة ذات الأحد عشر عاما، والتي لم تتلوث بعد بجراح سكين الزمن ... وأنا أشاهد هذا الرجل يرتدي تلك الملابس الزاهية ويدور في خفة ورشاقة ناثرا ألوان الطيف في كل اتجاه ... حتى لتحسب نفسك تعيش للويحظات في قوس قزح

هززت جسدي الصغير متأرجحا وأنا أمسك كف أمي وأسرح في أفكاري ... ياله من رجل سعيد، ليس عليه أداء الواجب المدرسي يوميا، أو الاستيقاظ مبكرا كل صباح ... ليس عليه أن ينال التعنيف من والديه ... أو يُعاقب على تناوله الحلوى بكثرة ... ياله من رجل محظوظ

كل ما يفعله هو الدوران في فرح ...ونثر أزهاره الملونة حول الجميع ... ليرسم البسمة على وجوههم ... ياله من رجل محظوظ

ها أنا أتابعه وهو يلف لفته الكبرى ... يلف في سرعة ... يغلق عينيه في استمتاع ... الناس تصيح مشجعة إيه ... وأنا أكادأقفز من مكاني فرحا ... وبينما هو يدور، فتح عينيه ... وللحظة التقت عينانا و...

ما هذا الذي أراه؟؟؟ .... عيناه ... هاتان العينان يطل منهما حزن أليم ... حزن عميق ... حزن حفرته الدنيا في عينيه العسليتين بإزميل من ألم ...

لويحظات ... حسبتها دهرا ... وأنا أطالع ما يقول لي بعينيه ... لقد كان يشكو مرارته وأحزانه ... يبث ألمه وشكواه ... أستطيع ان أحس ذلك ... أن ألمس ألمه بيدي... أن أتحسس دمامل جراحه المعذبة

لويحظات أنستني الدنيا ... أنستني حياتي القصيرة ... إحساسي بالأسى تجاهه يتضاعف ... خُيل إلي أن دموعي ستنهمر ... خيل لي أن قلبي سينفطر ...

لويحظات ... وأغلق عينيه من جديد .... وهو يلف في انتشاء أكبر ... لكني لمحتها ... تلك الدمعة التي هربت من بين براثن رموشه لتطير في الهواء ... راسمةً خطاً قصيراً يُضاف إلى دفتر عذابه ... ما لبث أن تلاشى بين دوراناته ...

هاهو يضع يديه على صدره ... أستطيع سماعه ... إنه يحدث نفسه عن هذا الفتى ... الذي لا تزال أمامه الدنيا وأحلامها... هذا الفتى الذي يمتلئ صخبا وحماسا ...

يبتسم ...ويردد في صوت مخفوت سمعه قلبي ... ياله من فتى محظوظ !!! ه

شروق



الأول : ما أجمل شروق الشمس

الثاني : شروق ؟؟ ... إنه الغروب يا صديقي

الأول: لا يهم ...المهم هو التمتع بهذه الأشعة الخضراء

الثاني : خضراء ؟؟؟ .... ألم ترى أشعة ذهبية في حياتك ؟؟؟

ابتسم الأول ... والتفت إلى الثاني ... عدل من وضع نظارته الشمسية ثم قام ضاربا الأرض بعصاه لتكشف له الطريق ... فهو - ككفيف - لم يعد يعرف ما الفرق بين الأخضر والذهبي

لم يعد حتى يبالي بالفرق