Tuesday, February 16, 2010

فوبيا الجسور





ازدرد ريقه في صعوبة كمن يبلع ثمرة تين شوكي ... متطلعا في توتر إلى ذلك الجسر الصغير في قلق
هاهو العرق يتصبب منه, وإحدى حباته تجد لها مسلكا بين أخاديد جبينه منزلقة على جانب عينيه بطريقة درامية مصورة

أنفاسه تتسارع, يعلم أن عليه عبور الجسر, فقط ... هذا كل ما في الأمر
لكنه ... خائف ... نعم, إنه يخاف عبور الجسور, يخاف منها كخوف الدجاجة عندما ترى السكين وفحم الشواء فتوقن بأن نهايتها ستكون في معدة أحدهم بعد لحظات

هل هي فوبيا الجسور؟ ... أيوجد أساسا شئ كهذا؟
غمغم في نفسه ... ثم حاول نفض تلك الأفكار, وتوجه نحو الجسر ... ولكن ... توقف من جديد وجسده يرتجف كهاتف محمول وضعت فيه خاصية الاهتزاز على أعلى درجاتها

تخيل هذا الجسر, وهو يبتسم ابتسامة شيطانية, ويتمنى منه أن يقترب ... ثم فجأة, يتحول إلى وحش ذي أنياب بارزة, ويخرج من مكانه كثعبان ينقض على فريسته ليلتف حوله ويسحبه معه إلى أعماق تلك البركة الراكدة تحته

أمسك رأسه في عنف, أغلق عينيه في توتر, وهو يتخيل نفسه هناك يتخبط بين الظلام اللزج ... لكنه هز رأسه أكثر ناثرا الأفكار, وأخذ يتطلع إلى الجسر من جديد

ثم ... اقترب أكثر, وأكثر, وأكثر, حتى توقف أمامه تماما
حاول التركيز بشدة, وأخذ يدندن بذلك اللحن الذي يحفظه منذ الصغر ... أغلق عينيه و .... وضع قدمه على أول لوح خشبي

فتح عينيه, لم يصدق نفسه, كاد يرقص فرحاً, ضحك بشدة غير مصدق لانتصاره, لم تسعه الدنيا فرحا و ....

صوت من خلفه :
بقولك إيه يا كابتن ... احنا هنقضيها طول النهار هنا ولا إيه ؟؟؟

انتبه فجأة, أنه لا يزال بالفعل على أول لوح ... فالتفت في هدوء إلى محدثه وهو يرد :
هانت أهي ... فاضل 320 لوح ونوصل بالسلامة يا ريس !ه



No comments: