بالأمس جلست أراجع بعضا من أحوالي الأخيرة
وتطرقت مع نفسي الحبيبة إلى موضوع النظافة
أعلم تمام اليقين أني لست نظيفا كقنطة مدام نظيفة
ولا منظما كسطور كشكول أبو 100 ورقة
ولا منضبطا كوحدة صفط اللبن العسكرية
لكني أملك ثلاثتهم ... ولو بقدر ضئيل يسير
ولو أنه اتضح لي من فضفضتي معايا بالأمس ... أن هذا القدر الضئيل, كبير بالنسبة لهذا العالم الذي أنا فيه
في نظرهم .. أنت إنسان مثالي, مهووس بالنظافة, يطاردك هاجس على شكل صندوق زبالة بستة أرجل وعشرة رؤووس
إذا أكلت كيس شيبسي في الطريق, ثم وضعته في الشنطة أو في جيبك المصون حتى لا تلقيه على الأرض, ولتوصله سالما إلى أقرب صفيحة زبالة ... طالعتك تلك النظرات التي تشكك في سلامة قواك العقلية
ولو أنك تجرأت وأمرت أحدهم ألا يلقي منديله عن الأرض بل يضعه في سلة القمامة التي لا تبعد عن جنابه أكثر من متر واحد ... لابتسم في استهزاء واضح ... مائلا على زميله هامسا له بكلمات من نوعية : ده شكله من كوكب تاني
لو أن أصدقائك في العمل أو زملائك في السكن أو اخوتك في البيت ألقوا بمتعلقاتهم أرضا أو أكلوا أكلا من نوع "نويت الطحن في هذا الصحن" وتناثرت بقايا طعامهم في كل مكان, ثم أمرتهم أن ينظفوا أو يرتبوا ما أتلفوه ... لوجدت الاستهتار واللا مبالاة بل والتنفيض الذي قد يرغمك أحيانا على تنظيف قاذورات غيرك حتى لا يطاردك الذباب أو يمص الناموس في دمك كفامبير العصور الوسطى ..
لقد أصبحت أنا المتهم ... بالنظافة
وأنا ... الذي أحاول أن أمون مثاليا
وأنا ... الشخص غريب الاطوار الذذي لا يرضى بالواقع
لكن ... وياللعجب ... جرب في مرة أن تتكلم عن التقدم والتخلف أمام أحدهم
لوجدته وقف على منبر العظماء ... وتحدث كيف أنهم "في أوروبا والدول المتكدمة" يهتمون بالنظافة والنزام
وكيف أننا شعب همجي عاش على الغوغاء
ولو أنه بيده ... لنظف كل أرجاء المعمورة وأعاد لنا الإحساس بنظافة برسيل
وتجده في غمرة حديثه هذا ... تتناثر من فمه بقايا طعام لم تجد مسلكا في فمه الممتلئ
وملقيا بمنديل -لم يعد فيه مليميتر بلونه الابيض- على الأرض التي تعج بمثيلات هذا المنديل
بينما يلقى فردة حذائه في منتصف الغرفة ظانا أنها سيندريلا التي ستأتي بأحدهم جريا لكي يلم له كل هذه "الزراويط" وهو يعلم تمام العلم والتأكد , أن رائحة شرابه قادرة على إحداث طفرة في مجال صناعة الأسلحة البيولوجية سريعة المفعول
إنها كوميديا الموقف .. التي لا ينقصها إلا بعض الضحكات المصطنعة في الخلفية وموسيقى تصويرية من فيلم بات مان ليكتمل مشهد المناضل "اللي بيعيش في الدور" ويذاع على شبكة فوكس
إنها المهزلة ... القذارة الآدمية ... والتي تنتصر دائما
نعم ... فعلى الرغم من مقاومتي الشخصية .. إلا أن أدوية ارتفاع الضغط وحرقان الدم مكلفان بالنظر إلى الدفاع عن هذه القضية
لذا .. قررت ان ألقي الراية ... على الأرض ... وسط أكوام القمامة التي شكلت أرضنا الجديدة
وأن اطيح بأحدهم من على منبره لأستلمه أنا
موجها نداءا مخصوصا
إلى تلك الجموع
شكرا لكم جميعا
فقد جعلتموني
معفناً
وتطرقت مع نفسي الحبيبة إلى موضوع النظافة
أعلم تمام اليقين أني لست نظيفا كقنطة مدام نظيفة
ولا منظما كسطور كشكول أبو 100 ورقة
ولا منضبطا كوحدة صفط اللبن العسكرية
لكني أملك ثلاثتهم ... ولو بقدر ضئيل يسير
ولو أنه اتضح لي من فضفضتي معايا بالأمس ... أن هذا القدر الضئيل, كبير بالنسبة لهذا العالم الذي أنا فيه
في نظرهم .. أنت إنسان مثالي, مهووس بالنظافة, يطاردك هاجس على شكل صندوق زبالة بستة أرجل وعشرة رؤووس
إذا أكلت كيس شيبسي في الطريق, ثم وضعته في الشنطة أو في جيبك المصون حتى لا تلقيه على الأرض, ولتوصله سالما إلى أقرب صفيحة زبالة ... طالعتك تلك النظرات التي تشكك في سلامة قواك العقلية
ولو أنك تجرأت وأمرت أحدهم ألا يلقي منديله عن الأرض بل يضعه في سلة القمامة التي لا تبعد عن جنابه أكثر من متر واحد ... لابتسم في استهزاء واضح ... مائلا على زميله هامسا له بكلمات من نوعية : ده شكله من كوكب تاني
لو أن أصدقائك في العمل أو زملائك في السكن أو اخوتك في البيت ألقوا بمتعلقاتهم أرضا أو أكلوا أكلا من نوع "نويت الطحن في هذا الصحن" وتناثرت بقايا طعامهم في كل مكان, ثم أمرتهم أن ينظفوا أو يرتبوا ما أتلفوه ... لوجدت الاستهتار واللا مبالاة بل والتنفيض الذي قد يرغمك أحيانا على تنظيف قاذورات غيرك حتى لا يطاردك الذباب أو يمص الناموس في دمك كفامبير العصور الوسطى ..
لقد أصبحت أنا المتهم ... بالنظافة
وأنا ... الذي أحاول أن أمون مثاليا
وأنا ... الشخص غريب الاطوار الذذي لا يرضى بالواقع
لكن ... وياللعجب ... جرب في مرة أن تتكلم عن التقدم والتخلف أمام أحدهم
لوجدته وقف على منبر العظماء ... وتحدث كيف أنهم "في أوروبا والدول المتكدمة" يهتمون بالنظافة والنزام
وكيف أننا شعب همجي عاش على الغوغاء
ولو أنه بيده ... لنظف كل أرجاء المعمورة وأعاد لنا الإحساس بنظافة برسيل
وتجده في غمرة حديثه هذا ... تتناثر من فمه بقايا طعام لم تجد مسلكا في فمه الممتلئ
وملقيا بمنديل -لم يعد فيه مليميتر بلونه الابيض- على الأرض التي تعج بمثيلات هذا المنديل
بينما يلقى فردة حذائه في منتصف الغرفة ظانا أنها سيندريلا التي ستأتي بأحدهم جريا لكي يلم له كل هذه "الزراويط" وهو يعلم تمام العلم والتأكد , أن رائحة شرابه قادرة على إحداث طفرة في مجال صناعة الأسلحة البيولوجية سريعة المفعول
إنها كوميديا الموقف .. التي لا ينقصها إلا بعض الضحكات المصطنعة في الخلفية وموسيقى تصويرية من فيلم بات مان ليكتمل مشهد المناضل "اللي بيعيش في الدور" ويذاع على شبكة فوكس
إنها المهزلة ... القذارة الآدمية ... والتي تنتصر دائما
نعم ... فعلى الرغم من مقاومتي الشخصية .. إلا أن أدوية ارتفاع الضغط وحرقان الدم مكلفان بالنظر إلى الدفاع عن هذه القضية
لذا .. قررت ان ألقي الراية ... على الأرض ... وسط أكوام القمامة التي شكلت أرضنا الجديدة
وأن اطيح بأحدهم من على منبره لأستلمه أنا
موجها نداءا مخصوصا
إلى تلك الجموع
شكرا لكم جميعا
فقد جعلتموني
معفناً